من أين تأتي الحمم؟ وهل هناك اختلاف بين الصهارة والحمم؟
من أين تأتي الحمم؟ لتبسيط الإجابة، الصهارة هي عبارة عن صخور منصهرة وهو ما يحدث دائما في الأعماق ولكي تنصهر أي مادة صخرية هناك معايير ثلاثة كبيرة تتدخل في الأمر:
إن الحمم الصهارة هي عبارة عن صخور مذابة ناتجة من انصهار الصخور الساخنة، عامة نحن نتكلم عن الحمم للإشارة إلى سيلان الحمم التي تقذف من فوهة البركان، والحمم هي عبارة عن منصهر تمكن من الفوران والوصول إلى سطح الأرض وبذلك يفقد جزءاً كبيراً من محتواه الغازي.
من أين يأتي الحمم؟ وهنا علينا استبدال لفظ "منصهر" بلفظ "حمم"، أساسا يكون مصدره انصهار الصخور الأرضية التي توجد في أعماق بعيدة بداخل الأرض، والذي نطلق عليه اسم باطن الأرض وهو عادة ساخن جدا وصلب وفي الحقيقة إلى حد ما دبق عجيني كما هو حال الجليد الذي ينزلق في الأودية المرتفعة لجبال الألب، ولكن حين يبرد سطح الأرض ينتاب باطن الأرض حركات امتزاج واختلاط كبيرة تحمل طبقات أكثر حرارة أي أقل كثافة نحو السطح، انظر ما يحدث في إناء به خليط البشاميل الذي يسخن على نار هادئة أثناء فورانها تحمل المادة معها حرارة نحو السطح وفي نفس الوقت فهو يتعرض لعملية إبطال للضغط عنيفة جدا، هذه المادة هي عبارة عن صخرة جميلة خضراء اللون تسمى بالبريدوتيت (صخر فوق قاعدي يتكون من الأوليفين والبيروكسين) وهي مادة لا تفقد ما يكفي من حرارتها مقارنة لتأثير إبطال الضغط الذي تتعرض إليه، وهكذا تبدأ بالذوبان تدريجيا، وهذا يحدث على عمق قليل لا يتعدى 100 كم من السطح، وتصل سرعة صعود هذه المادة التي تنصهر إلى 10سم في العام أي حوالي 100 كم في مليون عام، والسائل الذي ينتج من ذلك ويطلق عليه اسم المنصهر يكون أقل كثافة من الصخرة المحيطة ويبدأ بالتجمع بالرشح في قلب مادة الترابط كلما اقترب على بعد الـ 50 كم الأخيرة من السطح، وآلية تكوين الصهارة نفسها تكون أكبر في الكمية من الصهارة الناتجة عنها (تصل إلى حوالي 25 إلى 30 كم3 في السنة. وهو ينتج في الشقوق بمنتصف المحيط، وتحت المناطق الحارة (كجزر هاواي ورييونيون Reunion)، وتلك الآلية تكون أكثر تعقيدا فيما يتعلق ببراكين التقاء الصفائح التكتونية، وكما هو الحال بحزام النار الذي يحيط بالمحيط الهادي، فهو يتسبب في ارتفاع في درجة الرطوبة من خلال قشرة المحيط التي تكون تسيلات في باطن الأرض وتحملها إلى باطن الأرض المجاور الساخن مما يتسبب في انخفاض درجة حرارة الانصهار، ومن هنا تكون الصهارة الناتجة مختلفة تماما عن تلك التي تتكون في المناطق الحارة وبالتالي تنتج مظاهر بركانية مختلفة، وهذا ما يشرح ببساطة الفرق بين "البراكين الحمراء" والبراكين الرمادية" فالقلب يسمى بالنواة وهو يتكون في أول الأمر من الحديد السائل والذي يكون في غاية السيولة والذي يتحول نتيجة للضغط في مركز الأرض لصورته الصلبة.